لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان مع تقدمه في السن تصبح ذاكرته انتقائية اكثر بحيث تركز على الذكريات الإيجابية و تستبعد الذكريات السيئة. حيث لاحظ الباحثين أن الأشخاص المتقدمين في السن يكون مزاجهم اكثر استقرارا و طباعهم اقل حدة وذلك بسبب قدرتهم على السيطرة بصورة افضل على مشاعرهم، هذه الاكتشافات عززت لديهم الاعتقاد بان للذاكرة دور كبير في ذلك.
فمن خلال تجربة لمدى الذاكرة عند جميع الفئات العمرية تم إجراء تجربة على 150 شخص بحيث تم عرض صور مختلفة تتراوح بين الجميلة و السيئة و بعد ذاك تم سؤال الجميع عن ما شاهدوه.
تبين أن الأشخاص الكبار في السن أي الذين تجاوزوا الخامسة والستين كانوا يتذكرون الصور الجميلة بينما كان الأشخاص الصغر سنا يتذكرون الصور الأكثر بشاعة. التفسير العملي لهذه الظاهرة أن التفكير الإيجابي يصبح اكبر عند الكبار في السن بحيث يؤثر أيضا على الذاكرة لتصبح اكثر إيجابية و انتقائية. طبعا هذا يفسر كلام الأجداد وعن الأيام الجميلة التي عاشوها في السابق. وذاكرة الإنسان انتقائية ؛ فنحن نتذكّر الممتع والمستحب ونحرص على طرد المنغّصات من الذاكرة . وهنالك ذاكرة تعبيرية تخلق تصوّرات بصرية وسمعية وحركية ، وأخرى انفعالية ترتبط بقدرة الإنسان على استحضار وتشخيص الأحاسيس والعواطف