قال الأولون .. إن الذاكرة أجمل الحدائق، وهي بذور الماضي التي تتفتح في الحاضر والمستقبل ، وقال عنها الفيلسوف « شيشرون » إنها أغلى المجوهرات، والحارسة لجميع الأشياء ........! فالذاكرة هي التي تساهم بربطك بالماضي فتجعله امتداداً للحاضر وطريقاً ممهداً للمستقبل . فهي الركيزة الأساسية للعقل، وعندما نفقد الذاكرة لا نعلم من نكون؟ ومنذ قدومنا لهذه للحياة فكل ما نحـسه أو نـدركه يُسجـل في الذاكرة. وقـد يتوارى بسبب الغـفلة والإهمال لـكنه لا يُمحى، والـذاكرة هي ركـن التعلـم ، فاكتساب المعـلـومات وتخـزينها واســتـرجاعها من أعـظم وظائف الدماغ.
عجـيب أمر الذاكرة حـقاً، إنها سر من أسرار الإنسان وبحـر واسع للتفكر والتفكير في صنعة الخالق جل جلاله. إن القدرة على العودة إلى شيء قـديم جـداً وتـذكـره في أي لحـظة تـريد هي قـدرة بالغـة الغـرابة فعلاً ، ولا أعـني تذكر الأرقام أو الأشخاص فقط ، بل إن الغرابة في أن نستطيع تذكر صوت العصافير مثلاً ، وكذلك تذكر طعم الليمون ....... ! لقد خلقنا الله ووهبنا نعمة الذاكرة ، وفي نفس الوقت أودع فينا نعمة النسيان ، فنحن لا نريد تـذكر أي شيء وكذلك لا نريد نسـيان أي شيء.