يقول ديل الذي درس حالات الإنتحار التي حدثت بين 1917و1932في برلين وكوبنهاغن وفرانكفورت وزيوزخ أن عدد حالات الغنتحار يرتفع بشكل ملحوظ عندما يزداد النشاط الشمسي بشكل مفاجيء . إذ لاحظ أن عدد حالات الإنتحار يرتفع بنسبة 8% في الأيام التي يحدث فيها ازدياد الفعالية الشمسية . وإذا كانت دراسة ديل تعود لما قبل الحرب العالمية الثانية وتنقصها بعض الدقة الإحصائية ، فقد أكد علماء آخرون من بعده وجود علاقة بين الإنتحار والنشاط الشمسي ، فقد أكد الدكتور أور ميني من بودابست ، بعد دراسته 2240حالة إنتحار أو محاولة مسجلة في عام 1964 م علاقة هذه الحالات بالنشاط الشمسي .
ويذكر العالم ذاته بعد جمعه معطيات تتعلق بـ5479 حادث سير حدثت في بودابست بين عامي 63و64 أن العواصف الجيومغناطيسية ترافقت بإرتفاع نسبة الحوادث بنسبة 100% وفي عام 1952م خلص باحث آخر هو مارتلنا بعد دراسته لحوادث العمل أن العمال يتعرضون لعدد أكبر من الحوادث في الأيام التي يحدث فيها تغير مغناطيسي قوي .
ولم تلق أبحاث ديل ومارتانا صدي كبير في الأوساط العلمية ، إلي أن نشرت المجلة الإنجليزية المعروفة ( nature) نيتشر أعمال 3باحثين أميركيين . فقد أراد طبيبان من نيويورك فقد أراد طبيبان من نيويورك h. frieotman و r. o.becker يساعدهما جيوفيزيائي هو c.h. bachman ، أن يعرفوا ما إذا كان سلوك المرضي النفسيين يتأثر بتبدلات العوامل الجيو فيزيائية ذات المنشأ الشمسي . وقد بحثوا عن معيار موضوعي لقياس ازدياد هذه الإضطرابات عند المرضي النفسين فتركز اختيارهم علي عدد القبولات اليومي لمرضي جدد في المشافي النفسية في نيويورك ، وجمعوا 286421حالة ما بين 1957 و 1961م ثم قاموا بحذف كل العوامل الإجتماعية . وكتبوا يقولون : لقد لاحظنا علاقة هامة بين الإضطراب النفسي الذي يعكسه عدد الداخلين إلي المشفي وشدة حقل الأرض المغناطيسي . كل شيء يحدث كما لو أن الأنظمة التي تحكم سلوك الإنسان تتأثر بحقول قوي خارجية . هكذا جذب انتباهنا بعد مهمل يهم علم النفس المرضي مثلما يهم السلوك الإنساني الطبيعي .