هل يمكن أن تنطلق الروح وهي مازالت تسكن في هذا الجسد الترابي ؟
سؤالا قد فكر فيه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث منذ عشرات الأعوام وألف في هذا الموضوع كتابا ............
ولكن هل تستطيع حقا أن تتحرر الروح من قيود الحس من الشهوات والرغبات ومن الإغراءات والضيقات ومن الخطية .
إن أقصي انطلاقا للروح وأقصي تحررا لها وهي في الجسد قد يتحقق بواسطة الجهاد الروحي وهو البعد عن مجال الخطية عن طريق ضبط النفس من خلال الفكر ، فهكذا ذكر لنا قداسة البابا شنودة الثالث عن الأفكار قائلا : نحن لا نستطيع أن نمنع الطيور من أن تحلق فوق رؤسنا ولكننا نستطيع أن لا نتركها تعشعش علي رؤسنا . وهكذا يقول معلمنا بولس الرسول عن الجهاد الروحي " ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا " (2تي 2 : 5) . وعندما سئل أبونا المتنيح القديس القمص بيشوي كامل عن تعريف القديسين قال " أن القديسين ليس هم إناس لم يفعلوا الخطية ولكنهم إناس جاهدوا ضد الخطية " . وهذا القول يتفق مع كتابنا المقدس في " أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ليس من يصنع صلاحا ليس ولا واحد " (رو 3 : 23). فليس أحدا منا كبيرا علي الخطية مهما ارتفعت درجته الروحية ، ولذا نجد أنه حتي " الصديق يسقط سبع مرات و يقوم "(ام 24 : 16) . فكل منا يخطيء ولكن هناك إنسان عندما يخطئ يقوم سريعا من خطئه ومن سقطته وهذا هو الصديق صاحب الإرادة القوية التي نماها بوسائط النعمة المختلفة من صوم وصلاة واعتراف وتناول وقراءة في الكتاب المقدس ، بينما هناك آخر يرفض القيام من الخطية وهذا هو الخاطئ الذي يرفض عمل الله والنعمة معه .
يا ليتنا يا أحبائي نستحق سماع ذلك الصوت الحنون الممتلئ من كل فرح القائل " قد جاهدت الجهاد الحسن وحفظت الإيمان وأكملت السعي بسلام وأخيرا قد وضع لك أكليل البر "(2تي 4 : 7) .
الله قادر أن يعطينا روح الجهاد حتي نحفظ إيماننا ونكمل سعينا بسلام .آمين