هو إحتراق الجسم بدون أي مصدر خارجي وعدم اتصاله بأي مصدر حراري . ولا يكون قريب من أي مواد قابلة للإشتعال . فالنار مهما كان درجاتها ومستوي حرارة إشتعالها فهي قد تؤدي إلي حروق أو البثور علي الجلد ، فهي تلك النار كما بعرفها أغلب البشر ، ولكن مع الإحتراق الذاتي فالأمر يختلف كثيرا ً. حيث أنه يحرق الجسد كليا ًوذاتيا ًوغالبا ًما تبقي الأطراف سليمة ولم تمسها نيران الإحتراق الذاتي . وأيضا ً لا ننسي بأن حتي العظام أيضا ًتذوب بسبب شدة الحرارة والتي قد تصل إلي أكثر من 2500 - 3000 درجة مئوية ، فهو أمر غير قابل للتصديق أو مستحيل حدوثه فمن أين أتت هذه النيران وإن يكن فكيف تكون بهذا المستوي الهائل من الحرارة ، غير أن يكون الجسم قريب من أي مصدر حراري آخر أو شيء يساعدها علي الإشتعال .
* تاريخ الإحتراق الذاتي :
خلال السنوات الماضية والتي تمتد إلي أكثر من 300سنة وقد ذكرت العديد من حالات وحوادث الإحتراق الذاتي أن هناك أكثر من مئتي تقرير لضحايا الإحتراق الذاتي . وفي عام 1673م نشر الكاتب الفرنسي يونس دوبنتر مجموعة من التقارير والدراسات عن الإحتراق الذاتي . وكان من ضمنها قضية نيكول ميلت . فقد أتهم بقتل زوجته وحرق جثتها ، بينما هو لم يفعل ذلك إلي أن أكد الطب الشرعي بأن ما أصاب زوجته ما هو إلا إحتراق ذاتي . وليست جريمة مدبرة .
* نظريات الإحتراق الذاتي :
1- كان الإعتقاد السائد في القرن 19 بأن العديد من حالات الإحتراق الذاتي وضحاياه كانوا من مدمنوا خمور ، ولكن هذه النظرية أثبتت عدم صحتها وذلك حينما قام أحد العلماء بإجراء تجربة وهي تم إحضار لحما ًوتم لقحه بالكحول ، ولكنه لن يحترق بالحرارة الحادة التي أرتبطت بالإحتراق الذاتي .
2- لم يحدث الإحتراق أبدا ًلأي من الحيوانات أو الكائنات الحية الأخري ، فقط يحدث للإنسان .
3- يعتقد بأن الدهن في الجسم قابل للإشتعال فالعديد من الضحايا كانوا من زائدوا الوزن ، ولكن أثبت خطأ تلك النظرية حيث هناك آخرون كانوا من نحلاء الجسم قد أحترقوا فعلا ًبالإحتراق الذاتي .
4- نظرية تصعيد الكهرباء الساكن . حيث يعتقد أن الإطلاق المستقر الكهربائية يمكن أن تسبب لأي إنسان الإحتراق الذاتي وذلك توليد حرارة داخلية كبيرة بسبب الكهرباء الساكنة .
5- يري معظم العلماء وخاصة الفرنسين بأن السبب الحقيقي وراء الإحتراق الذاتي هو مجموعة متفجرة من المواد الكيمياوية يمكن أن تشكل في النظام الهضمي بسبب حمية.
+ وهناك العديد من النظريات الأخري ، إلا وأنه ليس هناك تفسير علمي مقنع بشأن الإحتراق الذاتي فهو مازال حتي الآن سر غامض .
* إختلاف النار الطبيعية عن نار الإحتراق الذاتي :
1- سرعتها الرهيبة وقدرتها علي الإنجاز وغالبا ًما يرافقها دخان شبيه بدخان النفط .
2- لا تطفئه المياه أو الوسائل المعروفة الأخري لإطفاء النار الطبيعية .
3- لا يحترق الجسم كاملا ًوغالبا ًما يتبقي أطراف الجسد سليمة .
4- لم يلاحظ حدوثها علي الحيوانات ولم تسجل أي حالة علي الإطلاق .
5- لم تتناولها الأبحاث الطبية لأن هذه المسئلة نظريا ًقد تقع في باب المستحيل .
6- أغلب ما تحدث في أماكن مغلقة فمن أين يأتي الأكسجين .
ومن الغريب أيضا ًأنه قد تتبقي أجزاء صغيرة من الجسم بعد عملية الإحتراق الذاتي مثل (ذراع ، قدم ، أحيانا ًالرأس ) . وهذا يعد غريبا ًلأنها كيف لم تتأثر بتلك الحرارة العالية ، بل والأغرب من ذلك أنه قد سجلت في بعض حالات الإحتراق أن الشموع التي كانت موجودة في الغرفة لم تحترق أوتذوب ....!
علي الرغم من شدة الحرارة الناتجة . إن أغلب ضحايا الإحتراق الذاتي كانوا إناس دائمين الوحدة لفترة زمنية طويلة ، ولكن يصر معظم الشهود الذين كانوا يعيشون بالقرب منهم أنهم سمعوا أصوات نداءات وألم وطلب المساعدة منهم .
* الإحتراق الذاتي :
ظاهرة غامضة وغريبة لا يوجد لها أي تفسير علمي واضح حتي الآن ، إذا تتمثل في احتراق الإنسان تلقائيا ًدون سبب واضح ودون أن يتبقي منه أي أثر سوي أجزاء بسيطة من جسده . وقد نالت ظاهرة الإحتراق الذاتي شهرة واسعة بعد أن تحدث عنها الكاتب الإنجليزي الكبير ( تشارلز ديكنز ) بشيء من التفصيل في كتابه المعروف البيت الكئيب . وتعتبر الحادثة التي وقعت في ولاية ( فلوريدا ) الأمريكية من أشهر حوادث الإحتراق الذاتي ، وذلك عندما وجدت الأرملة ( ماري ريزر ) في شقتها محترقة كليا دون أن يتبقي منها سوي أجزاء بسيطة من جسدها ، في حين وجدت جميع الأواني المنزلية في مطبخها سالمة تماما ! وقد قدر الخبراء درجة الحرارة التي تعرضت لها ( ماري ) بـ (1500 ) درجة مئوية !! وهي درجة حرارة هائلة لا يمكن افتعالها إلا بإستخدام محارق ضخمة الحجم كتلك التي تستخدم لحرق النفايات ، وهناك العديد من الحوادث الأخري التي تعتبر أكثر غرابة ، لعل من أشهرها حادثة الراقصة ( مابل آندروز ) عندما احترقت بصورة مفاجأة أمام حشد من الجمهور في أحد الأندية الليلية عام 1930م ولم يتبقي منه شيئا ًعلي الإطلاق !! وهناك أيضا ًمأساة ( ميري كاربنتر ) التي احترقت تلقائيا ًفي قارب علي نهر ( نورفولك ) عام 1938م وتحولت إلي رماد أمام زوجها وأولادها بينما ظلوا هو مع القارب دون أن يصيبهم أي مكروه !
والواقع أن هناك أكثر من مائتي حادثة سجلتها مراجع الطب الشرعي لحالات مشابهة يحترق فيها الناس تماما ًدون أي سبب يذكر تاركين خلفهم أجزاء بسيطة من الجسد دون أن يتأثر أي شيء آخر حولهم !!
كالحادثة التي وقعت عام 1956م عندما احترقت سيدة عجوز حتي اسفل ركبتيها ببضعة سنتيمترات وهي تجلس فوق مقعد خشبي ، دون أن يصاب المقعد نفسه بشيء ، أو حتي تبدو عليه آثار النيران !! وقد قدرت درجة الحرارة التي تعرضت لها السيدة بأكثر من 1800درجة مئوية !! وفي عام 1966م أحترق الدكتور ( جون بنتلي ) كليا ً تحول إلي رماد عدا أجزاء صغيرة من جسمه ، ودون أن يتأثر شيئا ًآخر في مسكنه !
وأكثر ما يثير حيرة العلماء في ظاهرة الإحتراق الذاتي هو درجات الحرارة الهائلة التي يتعرض لها الضحايا ، إذ لا سبيل علي الإطلاق لإحتراق الخلايا البشرية أن يحدث حرارة تصل إلي هذه الدرجات العالية ، كما أن اندلاع النار دون سبب أمر مستحيل من الناحية العلمية ، وعلي الرغم من اعتراف العلماء بتلك الظاهرة ، إلا انهم كما ذكرنا في البداية قد عجزوا تماما ًعن إيجاد تفسير علمي أو حتي فرضية واضحة بشأنها .