ضعفت هيبة الملوك فإزداد نفوذ حكام الأقاليم ، خاصة في النصف الأخير من عهد الأسرة السادسة ، وسعوا إلي الإنفصال عن فرعون والإستقلال بحكم أقاليمهم . وكانت النتيجة تفكك وحدة البلاد السياسية ، وإنهيار سلطة الحكومة المركزية ، وقد حدث ذلك في عهد الملك بيبي الثاني الذي حكم قرابة قرن من الزمان ، الأمر الذي أدي إلي سقوط الأسرة السادسة في عهد خلفائه ، وإنتهاء عهد الدولة القديمة .
* عصر الإضمحلال الأول :
أمتد هذا العصر من السرة السابعة حتي الأسرة التاسعة ، وشاعت في البلاد الفوضي والإضطراب ، وطمعت في أرض مصر قبائل البدو الآسيويين الذين شنوا غاراتهم عليها ، وسيطروا علي بعض أجزائها . وأستمر هذا الوضع إلي أن ظهرت أسرة قوية في أهناسيا بمحافظة بني سويف ، إستطاعت بسط نفوذها علي الدلتا ، وإقليم مصر الوسطي ، وطردت الآسيويين من البلاد ، وتميز عهدها بإزدهار الأدب والكتابة . ثم دخلت هذه الأسرة في منافسة قوية مع حكام طيبة ( بالأقصر ) من أجل السيطرة علي البلاد ، وأنتهي الأمر بنجاح حكام طيبة في القضاء علي الأسرة العاشرة في أهناسيا ، وأقاموا أسرة جديدة هي الأسرة الحادية عشرة ، والتي يبدأ بها عصر جديد هو عصر الدولة الوسطي .