هناك عدد مهم من المشاهير و العلماء و العباقرة و الموهوبين الذين تركوا بصمات خالدة ليومنا هذا كانوا من ذوي صعوبات التعلم. نذكر من بينهم:
توماس إديسون . مخترع المصباح الكهربائي و آلة الفونوغراف لقد تم طرده من المدرسة لأن معلميه و أبويه ظنوا أنه غير قادر على التعلم . و ألبرت أينشتاين (صاحب النظرية النسبية) كان عبقريا في الرياضيات لكنه لم يتمكن من اجتياز إمتحانات الدخول إلى المعهد العالي في زيورخ . ومايكل فارادي (مهندس بريطاني اخترع الدينمو) كان بليدا لدرجة عدم النطق خلال سنواته الدراسية كلها، وكان تشارلز داروين يهرب من المدرسة ليتسلق الاشجار ويراقب قوافل النمل . أما لويس باستير (مكتشف الجراثيم وطريقة البسترة) فكان كثير السرحان لدرجة أنه صنف كمريض بالذهان ... أما أحدث الأمثلة فهو بيل غيتس الذي لم يكمل دراسته بجامعة هارفارد ولكنه ابتكر نظام ويندوز للبرمجة - وهاهو اليوم أغنى رجل في العالم .... !! ، والروائية البريطانية عانت كذلك من عسر في القراءة. العبقريان في الموسيقى Beethoven و Mozart ،ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية Jhon Kennedy ، والفنانان التشكيليان Léonard devinci و Pablo Ruiz Picasso، والمخرج السينمائي و صاحب سلسلة الرسوم المتحركة المشهورة طوم و دجيري Walt Disney. كل هؤلاء العباقرة كانوا يعانون من صعوبات في التعلم و بالأخص من عسر القراءة . وهذا لم يمنعهم من الوصول إلى عالم الشهرة و المجد بفضل ما خلفوه من أعمال خالدة. والمغالطة التي نقع فيها دائما هي نظرتنا للعبقرية والإبداع من خلال منظار التحصيل الدراسي والتفوق المنهجي .. فنحن بدون شك كثيرا ما نخلط بين موهبتين مختلفتين تماما هما : العبقرية والتفوق الدراسي .. فالعبقرية حالة نادرة تتطلب مواصفات خاصة مثل التمرد على المعتاد، والجرأة في التفكير وتمييز المعضلات والاهتمام لدرجة الهوس .. وفي المقابل قد يتفوق معظم الناشئة (في المدرسة) نتيجة لاهتمام الأهل ، وضغط المجتمع والرغبة في الوظائف الراقية ، مع قدرة هائلة على الحفظ والاستيعاب ... لهذا السبب ليس غريبا ولا مستبعدا أن يحتل العبقري الأصيل مؤخرة السلم الدراسي لعدم قناعته وملله من المناهج المعتادة - في حين يفشل معلموه في اكتشاف سبب تقاعسه وعزوفه الحقيقي عن الدراسة وحتى في حال دخوله الجامعة سيفاجأ بغزارة الجانب التلقيني النظري على حساب البحث العلمي الجاد (ولكنه هذه المرة أصبح كبيرا وراشدا) فيعمل على مسايرة التيار والحصول على الشهادة .. ولكن في حين يركن زملاؤه إلى (شهادات رسمية) تحدد مستواهم الاجتماعي أكثر من إنتاجهم المعرفي يُخلص "العبقري" للإبداع في المجال الذي يهواه فعلا دون الحاجة لشهادة أحد ...
+ و قد كان الغرض من تقديم كل هذه النماذج التأكيد على أن الأطفال ذوي اضطرابات في التعلم لا يعانون من تخلف عقلي ، كما يصفهم الكثير من الناس ، و لكنهم يتعلمون بطريقة مختلفة عن باقي أقرانهم.