وهنا يمكن أن نميز ثلاث وظائف رئيسية للذاكرة:
1- استقبال المعلومات.
2- حفظ المعلومات.
3- استرجاع المعلومات. ومهمة الذاكرة هي استحضار ما تم تلقيه في الماضي وأحيانا ً قد تظهر فيه " ثغرات " الذاكرة وعدم دقتها .
فالذكريات بالنسبة للإنسان تقرّب الماضي من الحاضر . والذكرى في رأى الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي وليم جيمس ، هو القدرة على التفكير بشأن ما عاناه من خوالج في الماضي وما لم نفكر به مباشرة قبيل ذلك . لذا فالذكريات تستحضر ما عايشناه وتنقلنا لا من الماضي إلى الحاضر فحسب ، بل ومن الحاضر إلى المستقبل أيضاً .
* أنواع الذاكرة :
تنقسم الذاكرة إلي ثلاث أنواع رئيسية هما :
1- الذاكرة قصيرة المدي . للإنسان ذاكرة قصيرة الأمد ، كثيراً ما تسمى بـ " الذاكرة العاملة أو العابرة أو المؤقتة " فهو يتذكّر بيسر الأحداث التي تقع في المدن من عدة ثوان إلى ساعات وهى التي تلتقط بها أو فيها الكلمات التي تقرأها الآن، فهي تتعامل مع الأحداث الجارية ويُحفظ فيها رقم التليفون الذي تلتقطه من الدليل لتطلبه الآن ، وهذه الأشياء تُنسى بسرعة عادة خلال دقائق أو ثوان.
2- الذاكرة متوسطة المدى. وتتضمن الوقائع الجارية حتى يتم تثبيتها وتحويلها للذاكرة طويلة المدى.
3- الذاكرة طويلة المدي .وتسمي أيضا ً بالذاكرة الدائمة ، حيث يستطيع الإنسان بواسطتها أن يتذكّر ما جرى له من أحداث وقعت في الماضي البعيد . وكثيراً ما نجد ذاكرة الأحاسيس ، أو ما يسمى بـ "ذاكرة القلب" أقوى من الذاكرة المنطقية .
والمثبت أن الأشكال المهنية لنشاط الإنسان تؤثّر في ذاكرته ، فلدى الموسيقيين تبلغ مستوى رفيعاً الذاكرة السمعية ، ولدى الفنانين التشكيليين الذاكرة البصرية ، ولدى الفلاسفة الذاكرة الكلامية المنطقية ، ولدى المؤرخين ذاكرة تسلسل الأحداث ، ولدى ذوّاقي النبيذ وخبراء العطور ذاكرة التذوق والشم ..الخ .
والذاكرة ثابتة نسبياً ، ولا " تستيقظ " إلاّ بقدر الانتفاع منها ؛ إذ يحدث لدى الإنسان ما يشبه الارتباط " العكسي" بين صور الذاكرة ، أي ما هو معلوم وبين " التشخيص" ، أي القدرة على اكتساب الجديد .