وهكذا أعلم الرب أبونا ميخائيل بموعد نياحته وإنتقاله من أحزان هذا العالم الفاني ، وهذا ما أكده لنا أبنه أ / عماد ، عندما قام أبونا ميخائيل بزيارته في منزله وكانت ابنته رحمة جالسة معه ، وكانت أبنتها الصغيرة لاميس معزوز عبد الملاك " حفيدته " تجري في البيت فاصطدمت به ، فإنتهرتها أمها رحمة قائلة لها : " تعالي هنا يا بنت جدو تعبان " . فضحك أبونا ووضع يديه علي حفيدته وقال لأبنته : " اتركيها تلعب ، لأنني بعد الآن لم أعد آراها ، لم أعد أراكم أيضا ، إنها آخر زيارة لي عندكم ". وبعد مرور عدة أسابيع قصيرة تنيح بسلام وذلك في صباح يوم الجمعة الموافق 13/3/1987م بعدما أن صلي القداس الإلهي بكنيسة الملاك ميخائيل بدندرة تابعة للصعيد ، وأسلم روحه الطاهرة إلي خالق الأرواح ربنا يسوع المسيح ، بعد أن قضي حوالي 23سنة في الكهنوت كان خلالها مثال للراعي الصالح والخادم الأمين.
وقد تمت الصلاة علي جثمانه الطاهر بصحبة مثلث الرحمات المتنيح الأنبا مكاريوس مطران قنا ، وكان برفقته جمعا وفيرا من الآباء الكهنة المباركين ، كما ازدحمت بلدة دندرة بكثرة الناس مسيحيون ومسلمون ، يودعون رجل الله بدموع وأحزان .....
حقا أن العالم خسرك ، لكن السماء ربحتك
+ حقا يا جدي لقد جاهدت الجهاد الحسن وحفظت الإيمان وأكملت السعي بسلام ، وأخيرا قد وضع لك إكليل البر ، لذلك استحققت أن تسمع ذلك الصوت الممتلئ فرحا : " تعال يا حبيبي ميخائيل رث الملك المعد لك منذ تأسيس العالم " . لذا أستحققت أن تنضم إلي سحابة الشهود إلي جماعة السمائين وملتقي الروحانيين ...
بركة ربنا يسوع المسيح وصاحب هذه السيرة العطرة قدس أبونا القمص ميخائيل مسعد تكون معنا .آمين.
حفيد القمص ميخائيل مسعد
الشماس / أبانوب يوسف