هي أغانينا الروحية وأناشيدنا الدينية ولغتنا السمائية ، فعندما نقول اللحن تتهذب نفسنا وترقي طباعنا وتسمو مشاعرنا ، فينعكس ذلك علي حياتنا فيسودها الهدوء ، وعندها تستنير عقولنا لتستلهم ما وراء الأشياء من معاني كامنة غير ظاهرة لا ينتبه إليها الإنسان العادي ، حيث أنه يوجد في اللحن مجالا كبيرا للتأمل ......
فاللحن أقوي من أي لغة أرضية ، فإذا كانت الجمل والعبارات تخاطب العقل فقط ، فإن اللحن يخاطب الإنسان بأكمله من عقل وجسد ونفس وروح . إذ أن اللحن يعبر عن الجو النفسي للمناسبة التي تمر بها كنيستنا الأرثوذكسية . فنحن نري أن الإنسان يتفاعل مع اللحن بجميع حواسه ، لأن اللحن يخاطبه ، فيترجم ذلك الإنسان هذا الخطاب عن طريق جسده ، حيث يظهر علي ملامح وجهه إنطباع ذلك اللحن . فإذا كان لحن فرايحي تجد الإنسان يرقص فرحا ووجهه مبتسما . وهذا ما نلمسه في ألحان التسبحة ، بينما نلاحظ في أسبوع الآلام أن الإنسان يكون حزينا ، لأنه قد تأثر بألحان الحزن .
ربنا يعطينا أن نعيش اللحن حتي يتغير إنساننا الداخلي ، فنحن نعلم أن الروح في الجسد تكون مقيدة ، لكنها في اللحن تجد مجالا لإطلاق حريتها.