همس في أذني برفق وحنان قائلا : دعني أتكلم معك قليلا ، فجلست مع حبيبي ولما ابتدأ يكلمني اعتذرت قائلا : آسف لابد أن امضي فحزن في نفسه قائلا : ألعل ميعادك أهم مني . فأجبته قائلا : لا ولكني وعدت صديقي بأن أقابله .
فكلمني قائلا : وهل صديقك هذا أعظم مني ؟
فقلت له : حاشا يا سيدي ، ولكن أسمح لي بالإنصراف .......
فألح عليَ كثيرا بأن لا أنصرف ولا أتركه . بينما أنا كنت قاسي القلب ....
تركته لكي أدفن أبي بينما هو قال لي : دع الموتي يدفنون موتاهم .(متي 8 : 21 :22 ) . تركته ومضيت وذهبت وراء المال . ( متي 19 : 22 ) . تركته قائلا : أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي . (لوقا 9 :6 ) . تركته لأني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماضي لأمتحنها وسألته أن يعفيني ، تركته لأني تزوجت بأمرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء . ( لو14 : 18 : 20 ) . حتي أن تلاميذه تركوه أيضا " فتركه الجميع وهربوا " . ( مرقس14 : 50 ) . ولكن التلاميذ رجعوا إليه مثلما رجع الإبن الضال لأبيه . وهو الآن يظل واقفا يقرع علي باب قلبك ويهمس في أذنيك بعتاب قائلا : إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ، أدخل إليه أتعشي معه وهو معي " . (رؤ3 : 20 ) . وهكذا قال أيضا " إن سمعتم صوتي فلا تقسوا قلوبكم " . وأخيرا قال " من له أذنان للسمع فليسمع " . (متي11 :15 ) . فهل سترجع إليه مثلما رجع الإبن الضال ؟ !!
أم ستظل نائما غرقان في الخطية .