إن البداية التاريخية لهذا الفن العظيم قد اختلف فيها العلماء فمازالت مجهولة إلى هذا اليوم ، ولكن في رأى البعض أنها ربما ترجع إلى سنه 2700 ق.م إلا انه قد تم العثور على جثث محنطه يرجع تاريخها إلى سنه 3300 ق.م ولقد كان هدف عملية التحنيط في بداية الأمر هو الاعتناء بالصحة العامة والحفاظ على الجثث من التعفن , حيث كانوا يكتفون بدفن الجثث في مناطق رملية لمدة ما لتكفى لإمتصاص السوائل . وبمرور الأجيال أصبحت عملية التحنيط إجبارية لحفظ هواء البلاد من التلوث ، وأظهرت التحاليل التي أجريت على عينات مأخوذة من مومياوات تنتمي لعصور متلاحقة أن الفراعنة طوروا مواد التحنيط بمرور الزمن بإضافة مكونات قاتلة للجراثيم لحماية المومياوات من التحلل ، وقد طور الفراعنة أساليب التحنيط على مدى مئات السنين واكتشفوا أنه يجب في البداية إزالة الأعضاء الداخلية لحماية الجثة من التحلل، ثم معالجتها بالأملاح والأصماغ وزيت الأرز والعسل والقار بهدف تجفيفها وحمايتها من الجراثيم . وقد أجرى تلك الدراسة اثنان من علماء الكيمياء بجامعة بريستول في بريطانيا ، بهدف دراسة تطور أساليب التحنيط على مدى ألفي وثلاثمائة عام من عمر الحضارة الفرعونية ورصد العالمان تــطور مواد التــحـنيـط من خلال التــغــير الذي طرأ على مكوناتها خلال تلك الفترة الزمنية الطويلة وقال الباحثان وهما الدكتور
ريتشارد إيفرشيد والدكتور ستيفن باكلي أن الزيوت النباتية والدهون الحيوانية كانت من المكونات الأساسية لمواد التحنيط . وقد ذكر الباحثان في تقرير نشراه بمجلة نيتشر العلمية أن اختيار مكونات مواد التحنيط كان يتأثر بعامل التكلفة وبصيحات الموضة التي كانت سائدة. إذ كان أثرياء قدماء المصريين يحرصون على شراء مواد التحنيط الثمينة لتكريم موتاهم مثلما يلجأ بعض الأثرياء اليوم لشراء التوابيت الثمينة وبناء المقابر الفاخرة ، كما كان يوجد عدة طرق للدفن وذلك بحسب منزلة الشخص وغناه ، ولكن بعد ذلك نشر الأمر على الرعية. وقد كان المجتمع المصري القديم مؤلفاً من أربع طبقات هما ما يلي :
1- الملك والملكة .
2- طبقة النبلاء و من في المنزلة الملكية
3- طبقة الجنود(نفر) من الناس .
4- طبقة الناس الفقراء وعامة الشعب .