لقد آمنت الحضارة المصرية القديمة بالحياة بعد الموت. حيث كان كهنة الفراعنة يشاهدون شروق الشمس في الصباح ومغيبها في المساء كأنها تموت وتعود للحياة. وكان المصريون القدماء مشتاقين دوما ًلحياة ما بعد الموت حيث كانوا يطلقون عليها حياة الجنة الأبدية وأسمى ما يتوقون إليه هو العودة للعالم السفلي عالم أوزوريس إله الموت . ولما كان الفراعنة قوما ًمتدينين حيث كانوا يؤمنون بعودة الروح إلى الجسد بعد الموت ، لكي يستطيع أن يواصل الميت حياته الثانية في العالم الآخر ، فكانوا يحرصون على أن تبقى الجثة في حالة جيدة ، لأنهم ظنوا أن الروح قد تضل الطريق في عودتها ولا تتعرف على جثتها إذا تحللت وتعفنت ولهذا أيضاً كانوا يضعون مع الجثة بعض المواد كالحلي والآنية والطعام وغير ذلك ، حتى يجد الميت زاده ومتاعه عندما تعود إليه الروح ولذا فقد أستخدموا التحنيط كفن لحفظ جثث الموتى من التلف والتحلل ، وللإحتفاظ أيضا ً بالمظهر الخارجي للشخص الميت والإبقاء على ملامحه الشخصية حتي تتعرف الروح عليه ...... !
هو عملية كيميائية تجعل الميت وكأنه حي .....!
+التحنيط هو نموذج مثالي لتطبيق بعض أسرار تلك العلوم المصرية القديمة.. ومعنى كلمة التحنيط هو قـتـل جميع الكائنات الحية والبكتريا والميكروبات داخل المومياء و تابوت الحفظ وغرفة الدفن ذاتها ، وعلى الرغم من ان عمليه التحنيط كانت عمليه دينيه إلا إننا لا ننكر أن لها أيضا وجهه طبية بحته احتار العلماء في تفسيرها لمده طويلة من الزمن ، ففن التحنيط هو عمليه كبيره كانت تتطلب ممن يقومون بها أن يكونوا على علم تام بالعلوم الطبية كالتشريح والفسيولوجي وعلم العقاقير هذا بالإضافة إلى الجزء الديني وهو الإلمام بعلم السحر والكهنوت ولهذا لا نرى من الغريب أن القائمين على هذه العملية كانوا من كبار الكهنة والأطباء .