عادت البلاد إلي التدهور مرة ثانية حيث خلف الملك إمنمحات الثالث ملوك ضعاف ، وأشتد الصراع بين حكام الأقاليم من ناحية وبينهم وبين القصر الفرعوني من ناحية أخري ، وهكذا سقطت البلاد فريسة لغزو الهكسوس بعد فترة من الضعف تعرف بإسم عصر الإضمحلال الثاني .
* الهكسوس :
هم قبائل بدوية وفدت من فلسطين ، وأسماهم المصريون القدماء الملوك الرعاة لأنهم أغتصبوا بلادهم دون حق ، وقد إجتاح الهكسوس البلاد بسهولة لضعف البلاد وكثرة عددهم وتفوقهم الحربي ، حيث أستخدموا العجلات الحربية التي تجرها الخيل والأقواس البعيدة المدي والسيوف المصنوعة من البرونز .
وأتخذ الهكسوس من مدينة أواريس ( صان الحجر) في شرق الدلتا عاصمة لهم ، وخضعت الدلتا وأقاليم مصر الوسطي لهم ، وفي نفس الوقت سيطر النوبيون علي الجزء الجنوبي من البلاد ، ولم يبق من مصر المستقلة سوي جزء يحكمه أمراء طيبة التي أنطلق منها شرارة الكفاح ضد المحتلين والغزاة .
* الهكسوس والحضارة المصرية :
أساء الهكسوس في بداية حكمهم معاملة المصريين ، وقاموا بنهب ممتلكاتهم وتخريب المعابد ، وفرضوا الجزية علي الأهالي ، وشيدوا القلاع والحصون ، ووزعوا قواتهم الحربية علي أنحاء البلاد حتي لا تثور عليهم . وبمرور الزمن غلب تيار المدنية والحضارة المصرية الهكسوس الذين أتخذوا ألقاب الفراعنة ، ولبسوا ملابسهم وقلدوهم في كل شيء ، غير أن المصريين القدماء لم يطمئنوا لهم وظلوا ينظرون إليهم نظرة الكره والإحتقار وصمموا علي طردهم من البلاد .
* إمراء طيبة وقيادة حركة الكفاح ضد الهكسوس :
إستطاع أمراء طيبة بسط سيطرتهم علي الصعيد ، وأسسوا الأسرة السابعة عشرة ، وإزدادت الروح الوطنية بينهم مما أثار مخاوف الهكسوس ، فبعث ملكهم رسولا إلي طيبة ، حاملا رسالة جاء فيها : " أسكتوا أفراس الماء في البحيرة الشرقية بطيبه ، فصوتها يحرمني النوم في نهاري وليلي ، وأصواتهم تطن في مسامع مدينتي " . ورفض سقنن رع أمير طيبه ورجاله هذا الطلب ونشبت الحرب ، وسقط خلالها أمير طيبة شهيدا ً علي أرض المعركة ، فكان أول حاكم مصري يسقط شهيدا ً في سبيل تحرير وطنه . وراحت زوجته العظيمة الملكة " أياح حتب " تحث إبنها ( كاموزه ) علي مواصلة الكفاح ضد الهكسوس ، وواصل الكفاح إلي أن أستشهد كذلك في معركة التحرير .
موضوع: عصر الإضمحلال الثاني ( غزو الهكسوس ) 
الخميس مارس 24, 2011 8:56 pm
