جلس رجلا يوما ما في حديقته يتساءل في فكره قائلا : كيف يستطيع إنسانا أن يحرر نفسه من قيود الخطية وهو ما يزال يعيش في الجسد علي هذه الأرض . وبينما هو متفكرا في هذا الأمر ومنشغلا به جاءت أمام نظره دودة صغيرة أخذت تنسج حولها شرنقة ، فتعجب ذلك الرجل من شأن هذه الدودة التي سجنت نفسها بإرادتها وحدها !!
وبعد مرور عدة أسابيع عاد الرجل وجلس يتابع هذه الدودة هل هي اختنقت من تلك الشرنقة المحاطة بها من كل ناحية أم هي مازالت علي قيد الحياة .
ولما دقق الرجل نظره كانت المفاجأة العجيبة أن هذه الدودة لم تمت ولكنها مازالت حية ، وتحاول أن تحطم شرنقتها للخروج إلي الحياة ولرؤية النور الإلهي ، وبعد الكثير من المحاولات نجحت أخيرا في تحطيم شرنقتها وتحررت من قيودها وتحولت إلي فراشة جميلة لها أجنحة تحلق بها في الفضاء ، وتذهب بها حيثما تشاء . وبينما كان هذا الرجل متأملا في هذه الأمور سمع صوتا يقول له : أنظر إلي دورة حياة الفراشة وتعلم ، كيف كانت يرقة محاطة بشرنقة وحطمتها وأصبحت فراشة . وكيف حالك أنت يا خاطئ وأنت نسجت حولك شباك وشرنقة الخطية التي كانت تكاد تخنقك لولا مراحم الله الذي أعانك علي محاربتها كما أعان الدودة علي تحطيم الشرنقة ، أنظر كيف أعطاها الله القدرة علي فعل ذلك ، الله الذي بدونه لا تقدر أن تفعل شيء . أنظر كيف أصبحت فراشة جميلة ، أليس لديك اشتياق داخلي علي أن تصبح جميلا مثلها ، أم ليس عندك إرادة بأن تتحرر من سلطان الظلمة وقيود إبليس ، ألا يوجد عندك تطلع للنور الإلهي . ولأجل هذا قالها معلمنا داود النبي " أما أنا فدودة لا إنسان عار عند البشر و محتقر الشعب " (مز 22 : 6) .
طوباك حقا يا داود لأنك تعلمت من هذه الدودة . يارب علمنا مثلما علمت أبينا داود النبي ، وأعنا علي تحطيم شرنقة الخطية . آمين .
موضوع: التحرر من القيود 
الخميس مارس 24, 2011 3:40 pm
