همس في أذني بحنان ورفق قائلا : ينبغي أن أتمشي معك وأنت معي في الطريق .
فمشيت معه قليلا ثم قلت له : يارب الطريق طويل من فضلك قويني .
فأجابني قائلا : طويل ولكنك لابد أن تجاهد حتي تصل إلي بيتك ، فطريق الألف ميل قد يبدأ بخطوة واحدة ، ولكل طريق نهاية . ولما مشيت في الطريق عثرت رجلي بحجر صغير وأكملت السير .......
فكلمني قائلا : ماذا فعلت عندما عثرك الحجر وضايقك ؟
فقلت له : ألقيته بعيدا عني .
فقال لي : جيد هكذا ينبغي أن تطرح عنك ثقل الخطية حتي لا تعثرك أيضا. وظلت سائرا أكمل المشوار حتي تعبت جدا .
فهمس في أذناي قائلا : أسترح هنا قليلا ثم أكمل مشوارك يا صديقي . فلما نظرت حولي وجدت الكثير من التراب ، فقلت له : أين راحتي يارب وهذا الموضع ممتليء بالتراب ، سامحني لا أقدر أن أسترح هنا لأن ملابسي ستتسخ ، سوف أستمر في السير إلي أن أصل إلي بيتي موضع راحتي هناك سوف أستريح .
فقال لي : بالرغم من أنك تعبت كثيرا في الطريق ولكنك مع ذلك رفضت أن تستريح حفاظا علي ثوبك الأرضي ، فما بالك إذن يا حبيبي بثوب النعمة الذي ترتديه الآن ، وإذا كنت قد حكمت علي نفسك بأن تكمل طريقك حتي تستريح في بيتك . فعليك الآن إذن أن تكمل طريق حياتك الأرضية بسلام دون أن تجلس في تراب ووسخ الخطية لكي تصل سريعا للأبدية إلي الفردوس والملكوت .