كان رجلا يمتلك الكثير من الأموال ، ولكنه قد بددها في طريق الشر ، حتي أفتقر وضاق به الحال حتي أصبح مدينا لكثيرين من أهل بلدته ، وذات يوما وهو جالسا في منزله أنقطع عنه التيار الكهربي فجأة ، وذلك لأنه لم يوفي ما عليه من مال ، ولما لم يجد معه ما يكفي للسداد ظل يفكر ماذا سيفعل في هذا الظلام المخيم علي المكان ، وبعد عدة دقائق صغيرة تذكر أن لديه شمعة ، فقام بإشعالها وأخذ يستكمل أغراضه الشخصية ويقضي حاجاته علي ضوء تلك الشمعة ، وبعد قليل جاء إليه أحد الأشخاص يطالبه بنقوده التي أقترضها منه ، فأعتذر الرجل لأنه أفتقر وأصبح الآن لا يمتلك شيئا فأغتاظ منه ذلك الشخص وابتدأ ينظر حوله لعله يجد شيئا يأخذه بدلا من نقوده ، ولما لم يجد شيئا مطلقا تضايق جدا وأراد أن ينتقم منه ، فلم يجد سوي تلك الشمعة المنيرة في الظلام فأراد إطفاؤها له . فتوسل إليه ذلك الرجل قائلا : أرجوك لا تطفئ الشمعة فإن رؤيتي متوقفة علي هذه الشمعة فنظر إليه ذلك الشخص في غضب شديد وابتدأ يطفئ الشمعة ، فحاول الرجل أن يمنعه من فعل ذلك ، وبعد عدة محاولات تمكن بقوة إله أن يمنعه . وهنا تأمل ذلك الرجل في حياته الروحية التي كانت مليئة بالنور الإلهي والروح القدس ، وبكثرة خطاياه أحتلها عدو الخير ، فابتدأ النور يتضاءل رويدا رويدا إلي أن أصبح مجرد ضوء شمعة في ظلام الخطية الدامس ، وحتى الشمعة حاول عدوه إطفاؤها . ولأجل هذا يحذرنا معلمنا بولس الرسول قائلا : " لا تطفؤا الروح" (1تس 5 : 19) . فالروح القدس مثل الشمعة المضيئة لنا في جلوسنا في ظلمة الخطية . ويبقي سؤلا يا عزيزي وهو هل ستسمح له بأن يطفئ شمعتك أم ستحارب كثيرا وتجاهد حتي لا تطفئ الشمعة ؟
فكر كثيرا فإن ملكوتك متوقف علي هذه الشمعة !!