ولم تتوقف خدمته بعد الكهنوت بل نمت وازدادت وتضاعفت أيضا ، فقد
عاش حياة البساطة والحكمة والإتضاع ، وكان محبا للجميع ومحبوبا من الجميع لذلك كانت خدمته مؤثرة جدا ، حيث جذبت الكثيرين إلي حضن المسيح والكنيسة.
فهكذا كان منهجه المحبة التي تتأني وترفق ولا تحسد ولا تطلب ما لنفسها ، ولذا كان يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم ، كقول السيد المسيح : " فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين "( رو12 :15) ، حتي أن وصيته المشهورة التي كان دائما يوصي بها أولاده هي : " أحبوا بعضكم بعضا ، كما أحبنا المسيح أولا " .
وكان ينتهز أية فرصة لأجل الخدمة ، فقد روي عنه مهندس زراعي اسمه بخيت ، أنه كان معه ذات يوما وكانوا مسافرين بالسيارة إلي قنا ، وفي الطريق تعطلت بهم سيارة ذلك المهندس ، فلما نزل أبونا ميخائيل من السيارة حتي يتم إصلاح الكاوتش ، فقال له أبونا ميخائيل : " أنظر يا بخيت المسيح هناك ، فعندما نظر بخيت قال له : " أين هو يا أبونا ، أنا لا أري شيئا مطلقا ". فرد عليه أبونا : " أنظر هناك ، أرأيت هذا الصليب أنه بيت مسيحي". ثم توجه إلي ذلك البيت وقام بإفتقاده ، ففرح أهل هذا البيت كثيرا وقالوا له : صدقنا يا قدس أبونا أنك أول كاهن يفتقدنا في بيتنا هذا منذ سنين ، لأن بيتنا يبعد كثيرا عن المدينة ، فلا يفتقدنا أحدا.........
حقا إنه كان مثالا للراعي الأمين الذي لم يترك خروفه الضال ، بل ظل يبحث عنه حتي وجده وضمه إلي باقي الحظيرة والخراف ...........