أشارت بعض الدراسات والبحوث الميدانية التي أجريت علي المتخاطرين أن الذي يرسل الفكرة التخاطرية يكون في وضع نفسي متأزم أو في حالة من الإنفعال النفسي الشديد . (قد يكون في حالة رعب أو خوف أو حنين .... إلخ ) بينما يكون الذي يستلم تلك الفكرة في حالة من الإسترخاء أو التأمل أو في غفوة أو أثناء النوم . وأشهر مثال واقعي علي ذلك هو ما تحس به بعض الأمهات من حصول حادث لأبنها في مكان بعيد عنها كما في حوادث السيارات أو حوادث القتل أو الحروب أوماشابه ذلك . إذ تومض الصورة التخاطرية للحادث إلي حواس الأم بشكل مفاجيء ودون سابق إنذار أو إعداد ، فتدرك الأم حصول الحادث ، وتبدء عليها علامات الإنزعاج والإضطراب وعدم الإستقرار كرد فعل علي ذلك . ومن غرائب الأمور أن هذه الحالة تعد لدي كثير من الأمهات من الأحوال الطبيعية ، بينما هي حالة تخاطرية أكيدة ، ونقول علي ذلك في الأمثال العامة (قلب الأم دليلها ) إن تلك العملية تعني حدوث عملية تخاطر بين الأم وابنها . وأحيانا ًيحدث هذا الأمر في المنام وتسمي بالأحلام التخاطرية وهي من الأحلام الصادفة كما تسمي دينيا ً.
أما من الناحية الفسيولوجية يمكن تفسير حدوث تلك العملية بأنها تبدأ بالرغبة الشخصية للإتصال مع الشخص الآخر في ظروف استثنائية لأن الشخص يريد أن يوصل رسالة مهمهة إلي الشخص البعيد مكانا ًوزمانا ً، ثم بعدها تأتي الإرادة وهو إصرار الشخص الذي يريد أن يرسل الفكرة علي احداث الظاهرة التخاطرية مع الإنسان الذي يريد أن يتخاطر معه . لذا فأن شتات المعلومات والأفكار والرغبات الموجودة والمخزونة في دماغ الإنسان تتجمع وتشكل كتلة تفكيرية هائلة لتنتقل بعد ذلك إلي الجهاز العصبي ، لتنقل بعد ذلك علي شكل دفعات تحمل الأفكار والآراء والحلول والرغبات . وقد تتوقف عملية النقل تلك إذا حدث أي خلل في عملية احداث التواصل الفكري ، كفقدان الرغبة في الإستمرار في التخاطر أو ضعف الإرادة لدي المتخاطر مما يؤدي إلي حدوث انقطاع يشبه الإنقطاع في الإتصال التليفوني مثلا ً. وقد أشارت الأحداث الواقعية التي رواها بعض من حدثت لديهم عملية التخاطر انهم استلموا اشارات تخاطرية من اناس ما ، لكنها انقطعت بعد مرور مدة زمنية قصيرة تمتد من ثواني إلي دقائق .