لقد كان من الممكن أن يعمل بسيط بمهنة التجارة أو الزراعة كباقي أهل بلدته ، إلا أنه ضحي بكل هذا ، وفضل أن يكون خادماً للسيد المسيح ،
وذلك عندما قرر أنه يكون واعظا للبلاد والقرى ، وكانت زيارته سبب بركة لكل بيت كان يدخله ، كان لا يميز بين مسلمون ومسيحيون ، كان خادما للجميع عاملا بالقول القائل : " من أراد أن يكون أول الكل فليكون خادما للكل ". وكان يقول: " سوف أظل سائرا علي قدمي حتي إذا وصلت ولو للقدس !! "
لقد ظل بسيط سائرا علي قدميه يجول يصنع خيرا ، كارزا ببشارة الملكوت متشبها بسيده المسيح ، الذي كان يطوف في القري ُيعلم ، حتي وصل إلي دمنهور البحيرة ، وهناك التقي بقدس أبونا بولس بولس كاهن كنيسة مارجرجس بدمنهور ، هذا الكاهن المبارك قد سمع عنه وعن موهبته في الوعظ ، فطلب منه برجاء المحبة أن يلقي عظة لشعب المسيح ، فوافق الخادم بسيط وألقي عظة لأجل التبشير والخدمة ، وقابله الشعب بمنتهي الترحيب ، وبعدها ألقي عدة عظات متتالية ، فأعجب بعظاته أبونا بولس حتي أنه رشحه أن يكون من ضمن خدام الديكونية (بيت للوعظ تم إفتتاحه في عهد قداسة البابا كيرلس السادس )
ولكن بسيط رفض أن يكون من ضمن خدام الديكونية ، معللا سبب رفضه بأنه خادم للبلاد وللقري ، ولذا لا يمكنه الارتباط بمكان معين ، إلا أن أبونا بولس قال له وافق لأجل محبة ربنا ولأجل الطاعة ، وإنك أيضا سوف تحمل رسالة لكل الناس الذين يجهلون معرفة ربنا .
فوافق بسيط قائلا : " لتكن إرادة الله " . وظل حبيبنا ماكثا في الديكونية لمدة 7 سنوات ، كان خلالها يقوم بإلقاء العظات والإفتقاد ، كما لم يكن يكف عن الكرازة والتبشير و الذهاب للقرى المجاورة .
وكانت عبارته المشهورة دائما هي عبارة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث " ربنا موجود " فكان يرددها في كل مشكلة كبيرة يصعب حلها ، وفي أي موضوع خطير أيضا يقول ربنا موجود .
ولما كبر كان نموذجا للشاب المسيحي ، وكان محبا للفقراء والمساكين مسيحين منهم ومسلمين، وكان كل يوما يأتي بفقير إلي منزله يجلس ويأكل معه في طبق واحد !!
عاملا بالقول القائل " الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" .(مت25 :40)
وقد خصص بسيط غرفة في بيته لأجل الخدمة والوعظ ، حيث كان هناك اجتماع يومي يبدأ بترانيم ثم عظة وينتهي بصلاة ، حقا إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة بإسم الرب يسوع ، فهناك يكون في وسطهم .
وقد رزق الله بسيط بزوجة صالحة أسمها ذكية ، وكان يقول لها دائما أن الزوجة الصالحة هي ميراث من عند الرب ، ولم يخفي عنها مشتهي قلبه بأنه كرس حياته لأجل خدمة المسيح والسيدة العذراء ، حيث قال لها : "
أتمني أن أخدم السيد المسيح والسيدة العذراء إلي آخر يوم في عمري "
موضوع: حياة الخدمة 
الأحد مارس 20, 2011 10:50 pm
